قال الله تعالى: (اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق (1) خلَقَ الإنسانَ من علَق (2) اقرأ وربُّكَ الأكرم (3) الَّذي علَّمَ بالقلَم (4) علَّم الإنسانَ ما لم يعلم )
وقال تعالى
(وقل ربِّ زدني علماً)
كلية الهندسة في جامعة بغداد، علامة وضاءة في مسيرة العلم والعلماء. إذ اثبتت عبر عقود تسعة ونيف انها مرتكز اكاديمي، يشار له بالبنان وله دور في تأسيس العديد من الكليات الهندسية يرفدها بالخريجين من المهندسين وحملة الشهادات العليا من التدريسيين والاستشاريين .

لقد رسمت كلية الهندسة عبر سنوات العطاء الطويلة ومنذ تأسيسها في 1921، ملامح المهندس العراقي المبدع المخلص، الذي له دور بارز في حقل الإختصاص وفي بناء المؤسسات و خدمة الوطن.

كما إنها سارت مع الخطط العلمية المتطورة في مناهجها التعليمية واساليبها العلمية وباعها التربوي في التعامل مع ابنائنا الطلبة الأعزاء الذين يمثلون المستقبل وما به من خير وعطاء لوطننا العزيز.

ركزت كلية الهندسة عبر مشوارها الطويل في الدراسات العليا على الجودة النوعية في الأداء، والاصالة في معالجة المشكلات المعرفية والوصول الى حلول خلاقة مبدعة تضيف العلم و المعرفة وتسهم في حل مشاكل الواقع.

وقد افتخرت المكتبات بمئات الرسائل و الأطاريح و تباهت الأجواء العلمية بعشرات المنجزات وبراءات الإختراع عبر الندوات والمؤتمرات العلمية. وكي تكون كلية الهندسة في جامعة بغداد في خدمة المجتمع وفقاً لأهداف التعليم العالي، فقد كان لها دور بارز و متميز في الإستشارات الهندسية إذ ساهمت ملاكاتها المتميزة في الكثير من المشاريع الهندسية. وكان للبحث العلمي اهتمام خاص واولوية متقدمة في منهج الكلية لرفد حركة التطور العلمي و الإرتقاء بالمستوى الفكري و التطبيقي ومواكبة التطورات العالمية و التقنية و الوقوف بعز وفخر مع باقي الجامعات العالمية بتميز العقل العراقي وابداعه، عبر عشرات البحوث المتميزة و المنشورة في ارقى المجلات العالمية و المشاركة في المحافل العلمية الدولية.

ركزت كلية الهندسة في جامعة بغداد على الطالب الذي يعد اللبنة الأساس لبناء الوطن و عدته هدفا للإرتقاء بالتعليم والمهندس وبما يرفد الحياة الاكاديمية و العلمية بالتميز والابداع. وذلك عبر التعامل التربوي و اتباع أرقى الأساليب العلمية و الحرص على محددات الجودة النوعية ومعايير الأداء الجامعي للحفاظ على المستوى العلمي و النهوض بمؤشرات وقدرات الخريج ليكون اداة فاعلة في بناء و اعمار البلد.

تميزت كلية الهندسة بالاجواء الصحية عبر موقعها الجغرافي، ومميزات المجمع الجامعي، وتصميم مبانيها و فضاءاتها و حدائقها، فضلا عن الاجواء الاجتماعية بين منتسبيها وتدريسيها وروح الألفة والمحبة والتعاون و التعامل التربوي مع ابنائنا الطلبة الذين يعدون القمم النامية في شجرة العلم و العطاء و التقدم، فهم الأمل وهم من سيواصلون الخطى الحثيثة لبناء الوطن وإعادة إعماره جنبا الى جنب مع اخوانهم المقاتلين في جبهات العز والكرامة و هم يتصدون لهجمات الجهل والظلام و الارهاب و ينصرون الحق ويعيدون كرامة الارض ويحفظون العرض والمقدسات. فبالعلم نقاتل قوى الجهل والظلام كما تقاتل البندقية قوى الإرهاب لنعيد البسمة الى وجوه العراقيين وننهض ببلدنا ونعيد بناءه ليكون دائماً وابداً صرحا للعلم و الثقافة والحضارة.

قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)